«أزمة إنسانية».. مقتل فلسطينيين في الضفة بعد أشهر من الإفراج عنهما
«أزمة إنسانية».. مقتل فلسطينيين في الضفة بعد أشهر من الإفراج عنهما
في نوفمبر الماضي، احتفل الشبان في شمال الضفة الغربية بإطلاق سراح وائل مشة من السجن الإسرائيلي، لكن الاحتفال تحول إلى مأساة بعد أشهر، حيث حُمل وائل (18 عامًا) مرة أخرى على الأكتاف، لكن هذه المرة إلى المقبرة.
قُتل وائل خلال غارة جوية إسرائيلية على مخيم نور شمس، حيث كانت القوات الإسرائيلية تنفذ عملية ضد مجموعات فلسطينية مسلحة، وفق وكالة فرانس برس، وقد وصف الجيش الإسرائيلي وائل بأنه "ناشط مسلح" يشكل تهديدًا لقواته في المخيم.
وائل هو واحد من ثلاثة فلسطينيين على الأقل اعتقلتهم إسرائيل قبل بلوغهم سن الرشد وأُفرج عنهم خلال هدنة قصيرة في الحرب على قطاع غزة، قبل أن يُقتلوا في عمليات عسكرية إسرائيلية.
تداعيات العنف
بينما تعتبر إسرائيل أن عملياتها العسكرية تعكس تهديدات أمنية حقيقية، يرى الفلسطينيون، بما في ذلك عائلة مشة، أن هذه الإجراءات تغذي "الإرهاب" الذي تزعم إسرائيل محاربته.
كانت والدة وائل قد ذكرت أن ابنها اعتُقل دون توجيه أي تهمة له وتعرض لمعاملة سيئة خلال فترة اعتقاله، مما دفعه للتفكير في الانتقام.
أفكار مختلفة
بعد إطلاق سراحه، أصبح مشة يحمل أفكارًا مختلفة، حيث كتب في وصيته "عندما يأتي إليك خبر استشهادي، لا تبكي بل زغردي، فهذا يوم عرسي"، ومع ذلك، تفضل والدته تذكره كشاب طموح، كان يحلم بأن يصبح مبرمجًا ويحب تصليح الحواسيب.
تتزايد التوترات في الضفة الغربية، حيث قُتل أكثر من 680 فلسطينيًا على يد القوات الإسرائيلية أو مستوطنين منذ بداية الحرب على غزة، بينما قُتل 24 إسرائيليًا في هجمات نفذها فلسطينيون.
وتتواصل العمليات العسكرية في الضفة، حيث تم اعتقال وائل وشقيقه يوسف قبل عام، حيث أُطلق سراح يوسف بعد أيام، بينما حُكم على وائل بالسجن الفعلي لمدة عامين ونصف دون تهمة واضحة.
انتهاك حقوق السجناء
روى وائل أنه تعرض لانتهاكات خلال اعتقاله، منها محاولة إجباره على تقبيل العلم الإسرائيلي، ووفقًا لنادي الأسير الفلسطيني، هناك حاليًا ما لا يقل عن 250 فلسطينيًا تحت سن 18 عامًا معتقلون في إسرائيل.
في حادثة مماثلة، قُتل طارق داود (18 عامًا) بعد أن اعتُقل خلال نفس الفترة. حيث تعرض داود للضرب والتعذيب، وأصبح ناشطًا بشأن مقاومة الاحتلال بعد أن حُطمت طموحاته. نفذ داود هجومًا بإطلاق النار على إسرائيلي، ما أدى إلى مقتله على يد القوات الإسرائيلية.
تُظهر هذه القصص تعقيدات الصراع في المنطقة وتأثير الاعتقالات على حياة الشبان الفلسطينيين، وتداعيات التجارب القاسية في السجون.
ولا يزال الصراع قائماً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بعد جولات طويلة من المفاوضات التي باءت بالفشل ولم تصل بعد إلى حل بناء الدولتين.